اءت الأقدار في عام 2012 العام الأول بعد ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا وغيرها من الدول العربية أن يلتقي الأهلي المصري والترجي الرياضي في النهائي الإفريقي لبطولة دوري الأبطال.
ليس هذا فحسب فالترجي الذي فشل في التتويج باللقب القاري في أخر 17 سنة حان عليه الدور ليحقق اللقب القاري في 2011 لثاني مرة في تاريخه رغم توقف النشاط الرياضي في تونس لفترة وجيزة من جانب والحضور الجماهيري المحدود على الجانب الآخر.
علماً بأن لقاء الإياب في نهائي دوري الأبطال بين فريق باب سويقة والأحمر سيشهد حضور 50 ألف متفرج.
مصر وتونس
يحلو للبعض المقارنة كثيراً بين الثورتين في مصر وتونس، فالثورة التونسية في الرابع عشر من شهر يناير 2011 كانت باكورة الثورات العربية وتلتها على الفور المصرية.
أما في مصر فالنشاط توقف بعد ثورة يناير لمدة لم تكمل الثلاثة أشهر ثم عاد ليحقق الأهلي لقب الدوري ثم بعدها بدأ الموسم في ظل حضور جماهيري كبير وطبيعي قبل أن يتوقف النشاط في الأول من فبراير 2012 حتى الآن.
أما الاضطرابات الأمنية في تونس فحالت دون استكمال البطولة لفترة محدودة وذلك عقب الاقتحام الجماهيري للعديد من المباريات وكان أخرها لقاء الترجي والنجم الساحلي في دوري الأبطال الإفريقي.
وأدى الشغب الجماهيري في موقعة الترجي والنجم لتأجيل الدوري للرابع من شهر نوفمبر المقبل وخروج بطل إفريقيا 2007 من دوري الأبطال.
ورغم عدم استقرار الأوضاع سواء في مصر أو تونس سنجد أن الأهلي نجح في التفوق على مازيمبي الكونغولي في 2012 بتصدر المجموعة الثانية على حسابه بينما أخرج الترجي الفريق الذي هزمه في النهائي 6-1 قبل عامين ليلتقي الفريقيان العربيان في النهائي الحلم بحسب وصف الموقع الرسمي للاتحاد الدولي للكرة "فيفا".
علماً بأن مازيمبي فريق لم يخسر في مراحل خروج المغلوب في البطولة الإفريقية في 2009 و2010 وحقق اللقب في المرتين وفي 2011 خرج بسبب واقعة إشراكه لاعب غير مقيد أما فعلياً فهو له 3 سنوات البطل الإفريقي الأول ويبقى إلى الآن الفريق الوحيد من القارة السمراء الذي تأهل لنهائي كأس العالم للأندية في نسخة 2010 عندما خسر من إنترناسيونالي ميلانو.
وللتاريخ فأن نهائي الأندية المصرية التونسية في أقوى بطولات القارة تكرر أربع مرات سابقة كانت الأولى بين الترجي والزمالك ثم حجز الأهلي المقعد المصري في النسخ الثلاث المتتالية من 2005 إلى 2007 في مواجهة النجم الساحلي مرتين والصفاقسي مرة.
لكنها باتت المرة الأولى التي يلتقي فيها أقوى فريقين في مصر وتونس من حيث التاريخ والأرقام في النهائي القاري وجهاً لوجه بعد مواجهات متباعدة بين دور الستة عشر في 1990 ونصف النهائي في 2001 و2010 ودوري المجموعات في 2007 و2011.
بايرن وتشيلسي
إذا ما قمنا في نفس السياق باسترجاع سيناريو نهائي دوري الأبطال الأوروبي في 2012 بين بايرن ميونخ الألماني وتشيلسي الإنجليزي سنتذكر سيناريو آخر يبعد 67 عاماً وبالتحديد لعام 1945 عام نهاية الحرب العالمية الثانية.
وإذا كانت ألمانيا في الفترة من 1939 إلى 45 كانت مفجرة الحرب ورأس حربة دول المحور فأن إنجلترا بمساعدة روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقاً) كانت القوة التي أوقفت الألمان.
ولو كنا قبل انطلاق المباراة النهائية نتوقع فوز بايرن ميونخ صاحب الأرض على بلوز تشيلسي أبناء لندن عاصمة الضباب التي لم يسبق لها نيل اللقب الأوروبي على مدار تاريخها فأن الوضع تحول في الدقيقة 88 لنهائي ميونخ.
ولنستعيد الذاكرة في صراع إنجليزي روسي ضد الألمان في الحرب وفي كرة القدم.
في صيف 1942 نجحت القوات السوفيتية في حصار نظيرتها الألمانية في معركة ستالينجراد التاريخية التي حولت مسار الحرب من انتصار لدول المحور لانتصار للحلفاء ، هذه الموقعة التي تسببت في مقتل 1.5 مليون شخص.
أما نهائي ميونخ في 19 مايو الماضي فهو بدأ بسيطرة ألمانية وتوقعات بالفوز لصاحب الأرض لأول فريق يلعب على ملعبه في النهائي الأوروبي بنظامه الجديد الذي انطلق في 1992 ،ووقت كان المالك الروسي للبلوز رومان أبراموفيتش يجلس في مقعده ينتظر أن يحمل فريقه أول لقب قاري في تاريخه هذا الحلم الذي ينتظره منذ شراءه للنادي في 2003 وحتى هذه الليلة ظهر أن الألمان سينتصرون.
وبدا سيناريو 2012 مشابهاً لحد كبير لسيناريو 42 فبايرن سيطر ونجح في التقدم بهدف لتوماس موللر حتى الدقيقة 88 هنا قرر ديديه دروجبا تغيير مسار اللقب برأسية ثم منع بايرن من التسجيل في الوقت الإضافي ليحتسب الحكم ركلة جزاء أهدرها الهولندي أرين روبين بينما سدد دروجبا ركلة اللقب في أخر لمسة له مع البلوز بعد مسيرة بدأت في صيف 2004 محرزاً للبلوز اللقب الحلم.